616 ـ فرديناند دي سوسير (1857 - 1913)

عالم لغوي سويسري، ورائد علم اللغة الحديث.

ولد في جنيف في سويسرا. لعائلة عرف عنها اهتمامها بالعلوم الطبيعية. فوالده كان عالماً بارزاً من علماء التاريخ الطبيعي. أتم تعلم اللغة اليونانية، والفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، واللاتينية، عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. وبناءاً على رغبة أسرته التحق سوسير عام 1875م بجامعة جنيف لدراسة الطبيعة والكيمياء، إلا أنه ترك الجامعة والتحق بجامعة ليبزج التي كانت آنذاك مركزاً لمدرسة من اللغويين التاريخيين الشبان، عرفت باسم اللغويين الجدد. وكان يستطيع مجاراة أشهر اللغويين المبدعين في أول الأمر. مما أعطاه الثقته بنفسه، فشجعه ذلك على إصدار "تقارير عن النظام الأساسي للحركات في اللغات الهندية الأوربية". وعدّه كثير من الباحثين مؤسس علم اللغة الحديث. عُني بدراسة اللغة الهندية ـ الأوروبية.

ثم حصل سوسير على درجة الدكتوراه عن استخدام حالة الجر في السنسكريتيه، وانتقل لباريس، وحقق نجاحاً كبيراً فيها. وتعلم القوطية والألمانية القديمة بها. وفي عام 1868م درس فقه اللغات الهندية الأوربية، وانضم عضواً في الجمعية اللغوية في باريس، فأثر بنشاطه على جيل الشباب من اللغويين الفرنسيين. ثم عاد إلى جنيف ليشغل وظيفة أستاذ كرسي في جامعة جنيف. ووقام بتدريس علم اللغة العام في جامعة جنيف (1906 ـ 1911م)، وصدر له "محاضرات في علم اللغة العام" سنة 1916م، وهي المحاضرات التي قام بتدريسها في جامعة جنيف. ويعود لسوسير الفضل في إرساء علم اللغة على دعائم ثابتة. عندما أشار إلى أن علم اللغة يعني بصورة أساسية بدراسة عمل اللغة وليس دراسة تطورها. ويقول سوسير أن الهدف الأساسي والوحيد للدراسة اللغوية ينحصر في دراسة اللغة كواقع قائم بذاته ولذاته.

وقال إن اللغة يجب أن تعتبر ظاهرة اجتماعية. أشهر آثاره: "بحث في الألسُنيّة العامة" (وقد نُشر عام 1916، بعد وفاته).